الخوف من المشاعر الطبيعية التي تصيب الإنسان وليس الأطفال فحسب، لذا فإن خوف الأطفال من التجارب الجديدة، أو الحيوانات، أو الحشرات هو أمر لا يجب القلق حياله، لكن في حالات الخوف الزائد يجب  التدخل ومحاولة اصلاح الأمر، تقول دكتور مالين بريستروم، أخصائية نفسية أطفال وأستاذة مشاركة:^[1]

شعور الأطفال بالخوف والقلق أحياناً أمر عادي بطبيعة الحال. فهذا جزء من نشأة الطفل وهو جزء من كون الشخص إنساناً. ولكن قد يكون الأطفال الصغار أحياناً قلقين جداً لدرجة أن الهلع قد يمنعهم من الاستكشاف والانتفاع والنمو. وتُقَدِّر الدراسات أن ما يصل إلى ٥–١٥ في المائة من أطفال رياض الأطفال والمدارس يشعرون أحياناً بهذا القلق الشديد. أي أنه من الشائع تماماً أن يشعر الطفل الصغير بالقلق.

أسباب الخوف الزائد عند الأطفال

المشاكل الأسرية

وجود المشاكل الأسرية بشكل دائم ومستمر بين الأبوين، أو أفراد العائلة بشكل عام، مع علوّ الصوت أو وجود عنف أسري، يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان في بيته وبالتالي يخاف بطريقة مبالغ فيها من كل شيء تقريباً، لأن لحظات الأمان التي عاشه ببيته تكون نادرة بسبب كثرة المشاجرات التي يشهدها.

التعرض لحادث مؤلم أو مخيف

تعرض الطفل للحوادث المؤلمة مثل فقد شخص مقرب منه، أو فقد أحد الأبوين، أو تعرض الطفل للحوادث المخيفة سواء حدثت أمامه أو حدثت له، يعمل ذلك على التأثير في نفسية الطفل بالسلب، وتجعله قلقاً وخائفاً بصورة دائمة وغير طبيعية، لأنه قد يظن أن مثل هذه الأشياء قد تتكرر باستمرار، فيكون هذا الخوف بسبب تعرضه للصدمة.

عدم احترام الطفل

قد لا يعرف بعض الآباء مدى تأثيرهم في نفسية الطفل، فلا يحترموه أو يعنفّوه مع كثرة انتقاد سلوكه وأفعاله، واحراجه، مع معاملته بقسوة كبيرة بشكل عام، وحرمانه من الحب أو العطف، وتعرض الطفل لكل هذا يدمر شخصيته، فينشأ ضعيفاً وخائفاً طوال الوقت مما قد يحدث له في العالم الخارجي، لأنه يشهد أن ما يحدث له في بيته يشعره بالنقص وعدم الأمان، فبالتالي سيظل قلقاً وخائفاً مما قد يحدث في المدرسة أو الروّضة.

ذات صلة: التنمر على الأطفال.. اسبابه وعلاجه

الخوف الزائد لدى الآباء

بعض الآباء تخاف على ابنائها بدرجة كبيرة جداً، تصل إلى من القيام بالأمور الطبيعية التي يقوم بها أي طفل مثل ركوب الأرجوحة، أو لعب الكرة، أو حتى الذهاب إلى الروضة، خوفاً من أن يصيبهم مكروه أو أنهم قد يتعثروا، وهذا سلوك خاطئ لأنه يجعل الطفل خائفاً بصورة دائمة، فكيف لا يخاف وهو يشعر أن ابواه خائفين من  شئ ما، فيحدث ذلك خلل في طريقة تعامله مع الحياة، ويجعله قلقاً بطريقة مبالغ فيها عندما يتعرض لأمور جيددة في حياته.

نصائح لعلاج الخوف الزائد عند الأطفال

تقبل مخاوف الطفل

مهما بدّت مخاوف الطفل غير منطقية للآباء، فعليهم تقبل وجودها لأنها منطقية بالنسبة له، مع مراعاة أن للأطفال خيال كبير يعمل على تكبير المشكلة لذا من الأفضل التحدث مع الطفل بهدوء شديد حول مخاوفه، ليصل له محاولات الطأمنة الموجودة في أسلوب الحديث وبالتالي سيشعر أنها ليست كبيرة بهذه الدرجة، ومن الممكن أن يتيح ذلك فرصة له ليعمل على التحدث بشكل جيد عنها، أو إيصال سبباً عن خوفه لم يكن واضحاً للآباء.

ذات صلة: 4 نصائح عن تعزيز ثقة الطفل بنفسه

عدم التقليل من مخاوف الطفل

السخرية والتقليل من مخاوف الطفل، خاصةً امام اشخاص أخرى، أو التحدث للطفل بطريقة سلبية مع مقارنته بأصدقائه أو أخوته أنهم لا يخافوا من الذي يخاف هو منه،  من الأشياء التي قد تعمل على تدمير شخصية الطفل وتشويهها، مع جعله يشعر بعدم الأمان بشكل تام، ويقلل من الثقة بنفسه، لذا يجب تجنب هذه الأفعال مع مراعاة شعور الطفل، فهو يحتاج إلى الاطمئنان بوالديه، فمن الضروري إظهار مشاعر الحب والاهتمام مع عدم تجاهل مخاوف الطفل التي يحكي عنها وذلك لأن هذا ما سيساعده على الشعور بالشجاعة. ^[2]

اللجوء إلى اخصائي نفسي

من الطبيعي اللجوء إلى اخصائي نفسي في حالة عدم التمكن من التعامل مع مخاوف الطفل الزائدة، فهو سيساعد الطفل ويقلل من معاناته النفسية، وسيتفهم الاسباب بطريقة صحيحة، فمن الممكن أن يكون الخوف الزائد لدى الطفل من أعراض صدمة حدثت له.