الطفل الأناني هو الطفل الذي يهتم بمصلحته فقط، ويكون كل تفكيره منصب على سعادته ونفسه دون مراعاة الآخرين، وذلك قد يكون بسبب طرق خاطئة في التربية مثل التدليل الزائد الذي يفسد الطفل، ويجعل نظرته سلبية للآخرين وأنه دائماً افضل من غيره مما يجعل حبه للآخرين ومشاركته معهم نوع من أنواع التنازل من وجهة نظره فيكون صعب جداً تكوين علاقات مع الآخرين، ويكون من الصعب أيضاً أن يتأقلم مع فكرة أنه ليس محور الكون، إليك بعض الطرق للتعامل مع الطفل الذي يتصف بتلك الخصلة..

طرق التعامل مع الطفل الأناني

تنمية التعاون والمشاركة

يجب على الآباء حث الطفل على المشاركة مع الآخرين، فمن الممكن عمل قالب كيك، أو اعطاؤه حلوى ليوّزعها على زملائه، وفي الاعياد من الممكن اعطاؤه هو الهدايا ليقوم بتوزيعها، ويجب أيضاً التحدث مع الطفل برفق حول الأمر، وتعليمه أهمية التعاون مع غيره، وحثه على المشاركة في رياضة جماعية ليعلم أهمية التعاون وأنه وحده لا يستطيع أن يربح، بل يحتاج للأصدقاء، كما من الممكن جعله يساعد اخوته في المنزل ويجالسهم كنوع من أنواع المساعدة، ومن الممكن أيضاً حثه على التبرع بالملابس والألعاب التي لا يحتاجها للجمعيات الخيرية، مع الحرص على أن يقوم أو يشارك في عملية اختيار الاشياء التي سيتم التبرع بها، ويقوم بوضعها في الصندوق بنفسه، ويشارك في وقت تسليمها، وقد يلجأ بعض الأهالي للذهاب لجمعيات خيرية أو مستشفيات أو دور ايتام، ليحثوا الطفل على المشاركة والشعور بالآخرين، وليغرزوا به روح التعاون.^[1]

تعليم الطفل بأن يثق بنفسه

بعض الأطفال تكون خائفة ممن حولها، وتكون ثقتها بنفسها وبالآخرين ضعيفة، لذا فهم يلجأوا إلى التمحوّر حول أنفسهم، ويدافعوا عن كل مايخصهم عن طريق الغضب والصراخ فتظهر عليهم تلك الخصلة بسبب الضعف، لذا يجب على الآباء تعزيز ثقة الطفل بنفسه والتركيز على نقاط قوته ومساعدته على التخلص من الشعور الدفاعي عندما يقترب أحد منه أو من الأشياء التي تخصه، واللجوء إلى الحوار دائماً.

ذات صلة: 4 نصائح عن تعزيز ثقة الطفل بنفسه

البعد عن التدليل الزائد

التدليل الزائد هو أبرز الاسباب التي قد تؤدي إلى أن يصبح الطفل أنانياً غير مراعياً لمشاعر الغير، ينظر إليهم نظرة سلبية، مكتفياً بذاته لأنه يرى أنه أهم منهم ويصبح مغروراً ومتعالياً على اصدقائه، لذا فإن اعطاء القدر الكافي من الحب الذي يحتاجه الطفل من الأمور الهامة، ولكن يجب الانتباه إلى عدم تدليل الطفل بطريقة مبالغ فيها.

التحدث مع الطفل بحزم

عند حدوث احد المواقف التي يتصرف فيها الطفل بأنانية يجب إتخاذ موقف منه، فمن الممكن أن يتحدث معه أحد الآباء على انفراد حتى لا يحرجوه، ويطلبوا منه أن يشارك مع غيره، وأن يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه بلهجة حازمة، مع تذكيره بالحديث الذي دار بينكم عندما كان هادئاً وأن هذا الحديث كان مذكور به المكافأة إن قام بالمشاركة، والعقاب إن لم يعمل على ذلك، وترك له حرية التصرف فإن شارك مع اصدقائه فهو على الطريق الصحيح ويحتاج فقط إلى بعض التذكيرات والتوجيهات من الحين للآخر، وإن لم يشارك فيجب أن يتدخل أحد الأباء بالعقاب المناسب، مع إعلام الطفل أنه يعاقب على تصرف بعينه، مع مراعاة عدم نبذه أو وصفه بالأناني^[2]

اللجوء الى الطرق الغير مباشرة

من الممكن قراءة قصة، أو مشاهدة فيلم كارتون، أو حتى فيلم عادي عن موضوع الأنانية مع أخذ رأي الطفل في الاحداث، ومن الممكن أيضاً تقليد الطفل ويُفضَل عمل هذا مع الطفل وحده واباه، أو مع الطفل في وجود الأشخاص الذي لن يشعر بحرج امامهم، وتقليد نبرة صوته ورفضه في المشاركة ليرى نفسه، ومن الممكن تصوير نوبة الغضب التي يمر بها مقطع فيديو قصير، وجعله يشاهد نفسه فيما بعد ليرى أن ما يفعله هو سلوك خاطئ.

تربية حيوان أليف

من الممكن أن يساعد وجود حيوان أليف في تربية الطفل، حيث يساعد على جعل الطفل أكثر رحمة وتعاطفاً وتقبلاً للآخرين، كما يساعده على المشاركة وتقدير وجود طرف غيره (الحيوان الأليف) الذي يهتم به وبوجوده وبإطعامه والتنزه معه، فستعمل كل تلك الصفات التي سيّكتسبها الطفل على مساعدته في التعامل مع غيره، والمشاركة معهم واحترامهم وسيغيّر هذا طريقة نظره إليهم، لأنها ستكون نظرة ايجابية مليئة بالمشاعر الانسانية.

ذات صلة: اهمية وجود حيوان أليف في حياة الطفل