الطفل المتنمر هو الطفل الذي يعمل على مضايقة الآخرين وايذائهم رغم عدم تعرضهم له، ويقوم بعمل ذلك بكل الطرق الممكنة سواء نفسياً عن طريق ايذاء الآخرين بالكلام، أو جسدياً عن طريق ضرب الآخرين، من الضروري معرفة أن السلوك الذي يقوم به المتنمر هو سلوك خاطئ ويمثل اضطراب سلوكي، ويجب مساعدته في تقبل الآخرين وتعديل سلوكه عن طريق محاولة تفهم اسباب تصرفاته..

اسباب تنمر الطفل

العنف الاسري

تعرض الطفل للعنف الاسري والقسوة والتعنيف أو الضرب بشكل دائم، تجعله يظن أن هذا هو من المفترض أن يكون سلوكه تجاه الآخرين، فيسقط الضعف الموجود بداخله على الأطفال الآخرين ويفرغ الغضب والطاقة العدوانية المختزنة عنده بسبب تعرضه للألم وعدم قدرته على رد العنف داخل الاسرة أو الدفاع عن نفسه وقد يقوم بالتنمر على الآخرين بدافع الغيرة أيضاً ظناً منه أن الآخرين يجب أن يعانوا ويتألموا بنفس الطريقة التي يتألم بها، فذلك يمنحه السعادة ويجعله يشعر بأنه صاحب سلطة ويستطيع أن يكون أقوى من الآخرين.

انشغال الاهل

قد يكون انشغال الاهل سبب من أسباب التنمر، فالطفل يحتاج إلى الاهتمام والحب والتوصل مع الأهل ويحتاج أن يستمعوا له، وعندما لا يجد الطفل هذا الاهتمام في المنزل، فيحاول أن يعوّض الاهمال الذي يتعرض له بطرق مختلفة ومن هذه التنمر على الآخرين والعدوانية كي يعيد لنفسه المكانة التي يحتاج أن يشعر بها وذلك بسبب النقص العاطفي الذي يشعر به.

كثرة التدليل

يظن بعض الآباء أن تدليل الطفل، واعطاؤه كل مايطلبه، وعدم عقابه عندم يقوم بالأخطاء، هو نوع من أنواع اظهار الحب والاهتمام، وعلى عكس ذلك فهذا يفسد الطفل ويشوّه شخصيته ويجعله يظن أن كل مايريده يمكنه الحصول عليه، لذا فقد يقوم بالتنمر على الأطفال الآخرين بسبب رفضهم أن يأخذ اشيائهم، ويتعامل معهم باستحقاق وغرور فهو يظن أنه محور الكون وأن كل مايريده يمكن أن يتحقق وذلك بسبب نشأته.

الافلام والالعاب الالكترونية

اغلب الافلام التي تجذب الاطفال أو الاطفال في بداية مرحلة المراهقة هي افلام الأكشن أو الافلام التي بها الكثير من مشاهد العنف، مما يؤثر على نفسية الطفل فيظن أن هذا هو الأمر الطبيعي، كما أن لعب الألعاب الالكترونية التي تعتمد على القوة، أو الضرب، أو استخدام الاسلحة تؤثر على الأطفال أيضاً بصورة سلبية، فتجعل منه متعطشاً لتطبيق كل مايراه في الحقيقة، فيتحول إلى شخص متنمر إعتقاداً منه أن هذه قوة. ^[1]

ذات صلة: ايجابيات وسلبيات استخدام الأطفال للهواتف الذكية

عدم وجود رقابة كافية

عدم وجود رقابة كافية، وعدم الاستماع للأطفال أو اتاحة الفرصة لهم للتنفيس عن مشاعرهم السلبيّة من غيرة أو حقد على الآخرين يجعل الطفل يلجأ لطرق اخرى للتخلص من تلك المشاعر السلبية، ومن أكثر الطرق شيوعاً هي التنمر الالكتروني، فقد يقوموا بالتنمر على الاطفال الآخرين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن عدم وجود رقابة كافية في المدرسة أو المكان الذي يجمع بين الأطفال يتيح للأطفال المشاغبة أو التي تشعر بالغضب بصورة مستمرة إن ينفردوا بالأطفال المعرضة للتنمر وايذاء ضحاياهم بسهولة.

ذات صلة:التنمر على الأطفال.. اسبابه وعلاجه

نصائح لمساعدة الطفل المتنمر

التواصل

التواصل والتحدث مع الطفل المتنمر بهدوء مع محاولة توعيّته عن الألم والمشاكل التي يسببها للآخرين وكيف أنها تؤثر على حياتهم بالسلب ويمكن مساعدته في تقبل الآخرين عن طريق القيام بالزيارات للمستشفيّات ودور الأيتام لتقديم المساعدة ووقتها سيعرف أن الجميع يعاني بصور مختلفة، ويجب محاولة الاستماع إليه وفهم اسباب تصرفه، ويجب اعطاؤه مساحة آمنة يستطيع أن ينفس فيها عن ضعفه، وغضبه والمشاعر السلبية التي يشعر بها مع عدم الحكم عليه أو تلقينه الدروس بصورة جافة لأن هذا سينفرّه وقد يجعله يتمادى فيما يفعل.

اللجوء إلى اخصائي نفسي

يُنصَح اللجوء إلى اخصائي نفسي ليستطيع أن يتعامل مع الطفل المتنمر إن كان صعب في التعامل معه، وذلك لأنه قد يعاني من بعض المشاكل أو الأمراض النفسية التي تدفعه للقيام بذلك حيث أن في بعض الحالات تكون أمراض نفسية مزمنة مثل الفصام فيقوم المتنمر بذلك رغماً عنه، فسيسهل الاخصائي النفسي علاج الاسباب مع الآباء، وطرح الطرق الجيدة للتعامل مع المتنمر مع محاولة اصلاحه وجعله شخص افضل. ^[2]

التعاون مع المدرسة

من الأفضل التعاون مع المدرسة، والاستماع لآراء المدرسين، وشكاوي الآخرين لتحديد سلوك الطفل بشكل كامل، ومعرفة وسائل تنمره على الآخرين،  ومحاولة مساعدته للتخلص من هذه العادة السيئة، مع توصيّة المدرسة باتخاذ الاجراء اللازم ضده في حالة تنمره.